للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التمر، لوصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إياهم بنا، فما تقع في يد رجل كسرة من الخبز إلا نفحني بها، قال فأَستحى فأَردها عليه، فيردها على ما يمسها.

[الاختلاف حول مصير الأسرى]

وبعد أن استقر الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة عقد مجلسًا استشاريًا أَعلى شهده كبار الصحابة، لبحث موضوع الأسرى وتقرير مصيرهم، وقد شهد هذا المجلس أبو بكر وعمر وعثمان (١) وعلي وعبد الله بن رواحة وغيرهم من كبار الصحابة وقادة الجيش المنتصر.

وقد اختلف أعضاء هذا المجلس حول مصير الأسرى. فقد كان فريق يرى إبادة هؤلاء الأسرى جميعهم، وعلى رأس هذا الفريق عمر بن الخطاب الذي قال:

"يا رسول الله .. كذبوك وأخرجوك، قدّمهم واضرب أعناقهم" وشاطر عمر هذا الرأي، القائد عبد الله بن رواحة الأنصاري الذي قال:


(١) هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموي القرشي، غني عن التعريف .. الخليفة الراشد الثالث، وزوج ابنتي رسول الله، رقية وأم كلثوم أحد العشرة المبشرين بالجنة، وهو الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم "لكل نبي رفيق ورفيقى في الجنة عثمان"، لم يشهد بدرًا لأنه تخلف لمرض زوجته رقية التي توفيت يوم قدوم البشير إلى المدينة بانتصار المسلمين في بدر، وكتب له النبي صلى الله عليه وسلم بسهمه وأجره كأي محارب في معركة بدر، تولى الخلافة بعد عمر بن الخطاب، قتل بالمدينة ظلمًا في تلك الفتنة العمياء التي أثارها المجرمون والتي لا يزال المسلمون يحيون في ظلامها حتى اليوم، وكان قتله رضي الله عنه في التاسع عشر من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين هجرية، قتله المجرمون وهو ابن اثنتين وثمانين سنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>