للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قدموا القرآن، وكان (أي زيد) أكثر أخذًا للقرآن منك، والقرآن يقدم وإن كان عبدًا مجدّعًا.

ولم يذكر أحد من المؤرخين التفاصيل الوافية عن أمراء الكتائب وحملة الرايات الفرعية من المهاجرين والأنصار وبقية القبائل، كما فعلوا في فتح مكة.

غير أن هؤلاء المؤرخين ذكروا أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - عند تعبئة الجيش- اتبع تقريبًا، في التعبئة نفس الطريقة التي اتبعها عند تعبئة الجيش في قديد وهو في طريقه إلى مكة.

فقد ذكر هؤلاء المؤرخون أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - عند تعبئة الجيش وتنسيق قواته- أمر كل بطن من الأنصار أن يتخذوا لواءا وراية، والقبائل من العرب فيها الرايات والألوية، وأمر الأوس والخزرج أن يحمل راياتهم أكثرهم أخذًا للقرآن، وكان أبو زيد يحمل راية بني عمرو بن عوف، وكان معاذ بن جبل (١) بحمل راية بني سلمة (٢).

[سلاح الفرسان في الجيش]

كان سلاح الفرسان في ذلك العصر، هو أقوى سلاح يعتمد عليه المحارب وخاصة العرب، لأن الخيل أهم وسيلة لحرب الصاعقة التي لا يجيد العرب البدو مثلها، لأنهم نشأوا عليها، وكانت بلادهم الصحراوية الواسعة أصلح مكان لتربية الخيل والتدرب على متونها لحرب الصاعقة، وكان سلاح الفرسان من حيث أهميته في ذلك العصر، يمكن تشبيهه (في هذا العصر) بسلاح المدرعات، لأن المحاربين دائمًا في ذلك العصر يستخدمون سلاح الفرسان في المقدمة تمامًا كالمدرعات اليوم.

ولأهمية الحملة التي سيقوم بها النبي - صلى الله عليه وسلم - ولكونه عازمًا على مواجهة قوات إمبراطورية تملك من الإمكانات العسكرية على مختلف المستويات الشيء العظيم، حرص على أن يكون سلاح الفرسان في جيش


(١) انظر ترجمته في كتابنا (غزوة حنين).
(٢) مغازي الواقدي ج ٣ ص ١٠٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>