للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - من عادته أن يأمر بأن يعسكر الجيش بناحية الجرف شمالي المدينة وخاصة إذا كان يريد الشمال، وقد أقام معسكره بالجرف حتى تكامل حشد الجيش وتم تجهيزه وهو (بعد انسلاخ الرتل الخامس من المنافقين عنه) ثلاثون ألفًا، فيهم أيضًا قليل من عناصر النفاق، بقوا في الجيش بقصد الإرجاف، بل وحاولوا اغتيال الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهو عائد من تبوك منتصرًا، كما سيأتي تفصيله في محله من هذا الكتاب.

وبعد أن تكامل حشد الجيش في الجرف، عين قادته وحملة الرايات والألوية، وكان أبرز القادة من حملة الرايات والألوية أربعة وهم:

١ - أبو بكر الصديق وأعطاه الرسول - صلى الله عليه وسلم - لواءه الأعظم، وهذا يعني أن أبا بكر كان بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحمل أعلى رتبة عسكرية في الجيش.

٢ - الزبير بن العوام، ودفع إليه الرسول - صلى الله عليه وسلم - رايته العظمى، وهذا يعني أن الزبير يأتي في الرتبة العسكرية بعد أبي بكر الصديق، لأن اللواء أعظم من الراية.

٣ - وبعدهما يأتي في مرتبته العسكرية في الجيش أسيد بن حضير الذي دفع إليه الرسول - صلى الله عليه وسلم - راية الأوس.

٤ - أبو دجانة، سماك بن خرشه، بطل أحد المشهور (١)، أعطاه الرسول - صلى الله عليه وسلم - راية الخزرج، وهم في العدد (دائما) أكثر من الأوس.

٥ - زيد بن ثابت -وكان شابًّا- أعطاه الرسول راية بني مالك بن النجار من الخزرج، وهي تعتبر راية ثانية بالنسبة للراية التي يحملها أبو دجانة. وكان الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد أعطى راية بني النجار عمارة بن حزم، ثم أخذها منه وأعطاها زيد بن ثابت، فقال عمارة: يا رسول الله لعلك وجدت على (أي غضبت)؟ . قال: لا والله، ولكن


(١) مغازي الواقدي ج ٣ ص ١٠٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>