فالعقيدة هي التي دفعت بهم إلى خوض المعركة في استبسال وثبات وتضحية.
[جيش بلا عقيدة]
بينما خصومهم من المشركين لا يحملون أية عقيدة تحفزهم على الاستبسال واسترخاص الأرواح، فهم مشركون لا يربطهم أي سبب بالله تعالى.
فليس بينهم من يحمل الاعتقاد بأنه يقاتل في سبيل الله، وأن مصيره الجنة إن هو قتل. والاعتقاد باتساع رقعة مجال عقيدته وحملها إلى العالم إن هو انتصر.
وإنما كان جيش مكة خليطًا، بعضه لا يدري لماذا يقاتل، وبعضه من المرتزقة الذين من طبيعة حياتهم العيش على السلب والنهب.
والبعض الآخر (وهم الأقلية من قادة الجيش ومفكريه) خرجوا للدفاع فقط عن مراكزهم القيادية المهددة بالانهيار داخل قبيلة قريش العظيمة، التي هي الأخرى صارت منزلتها الممتازة مهددة بالانهيار أيضًا بين جميع قبائل العرب.
فحشر هؤلاء القادة هذه الجموع، بغية استخدامها للإطاحة بالنبي ودينه الجديد الذي هو المصدر الحقيقي لذلك التهديد.
وهكذا فإن جيش مكة (بالرغم من صرف سنة كاملة في إعداده وتنظميه) كان غير صالح (من الأساس) لتسجيل أي نصر على جيش النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -.