للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فرحين مستبشرين، هو يقينهم بأن أسعد الناس الذي يكون محل رضا الله تعالى ورحمته وإنعامه في عالم الخلود (العالم الآخر) هو الذي يفقد حياته مقاتلًا في سبيل إعلاء كلمة الله (١).

فالعقيدة الصافية التي جاء بها الإسلام، هي (دائمًا) السلاح الأول الذي كان يعتمد عليه أصحاب محمد في كل المعارك.

والعقيدة هي (دونما جدال) المصدر الأول للروح المعنوية التي كان - ولا يزال - القادة العسكريون يعتبرونها (حتى اليوم) لازمة للجند قبل العتاد والذخيرة.

فالقوة المادية مهما كانت ضخمة وعظيمة ومنظمة، فإنه لا تفيد أصحابها شيئًا ما لم يكونوا متسلحين بعقيدة يؤمنون بها ويرون الموت في سبيلها سعادة واعتزازًا.

وقد رأينا ولا نزال نرى (حتى اليوم) رجالًا جمعت بينهم العقيدة حققوا ما يشبه المعجزة، حيث تغلبوا بسلاح القرن العاشر (في معارك ضاربة) على خصومهم الذين يحملون أفتك أسلحة القرن والعلوم العسكرية تفوقًا ساحقًا.

وهكذا فإن المسلمين في معركة أُحد كانوا يمتازون على خصومهم (في الدرجة الأولى) بالعقيدة الصادقة والمبدأ الراسخ الثابت السليم،


(١) ولا أدل على ذلك من أن أحد كبار الصحابة (وهو عبد الله بن جحش الأسدي) تضرع إلى الله أن يقتله المشركون بل وأن يمثلوا به (كما ثبت في كتب السيرة) كذلك طلب عمرو بن الجموح من رسول الله أن يسمح له بالاشتراك في معركة أحد (بعد أن منعه أبناؤه لكبر سنه والعرج شديد برجله) فأصر على الاشتراك في المعركة قائلا: إني لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه الجنة)، وقد استشهد الإثنان في معركة أحد، والأمثلة على ذلك كثير.

<<  <  ج: ص:  >  >>