للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[آخر حلقة في سلسلة الإجرام اليهودي]

وكانت آخر حلقة في سلسلة مساعى يهود خيبر الإجرامية للقضاء على الإسلام وسحق المسلمين وإبادتهم، هي نجاح شيطان بني النضير حيي بن أخطب في إقناع يهود بني قريظة القاطنين في المدينة (وعددهم حوالي ألف مقاتل) بأن يغدروا خلفائهم المسلمين فينقضوا العهد الذي بينهم وينضموا إلى قوات الأحزاب الغازية فيضربوا قوات الجيش الإسلامي من الخلف ساعة الصفر.

وهھكذا أوقع نجاح هذا المخطط اليہهودي الإجرامي الذي نسجت خيوطه في خيبر. . أوقع المسلمين في أقسى محنة عرفها تاريخهم منذ بزغت شمس الإسلام.

حيث وجد هؤلاء المسلمون الذين - لا تزيد قوتهم على ألف مقاتل - أنفسهم بين براثن أخطبوط الأحزاب الرهيب الذي بلغت قواته العسكرية المتحدة (بعد خيانة يهود بني قريظة) أحد عشر ألف مقاتل كانوا (بالإضافة إلى هذا العدد الغامر) يتفوقون على المسلمين في كل شيء مادى.

ولقد أطبقت قوات الأحزاب هذه على المسلمين من كل جانب في حصار خانق مرعب رهيب ظل يضغط بعنف متزايد على عنق القلة المسلمة حتى درجة الاختناق.

ولعل أصدق وصف لتعاظم الخطر وتفاقم المحنة التي جلبها يهود خيبر بسعيهم الإجرامي للمسلمين في غزو الأحزاب المرغبة تلك، هو الوصف الذي جاء في سورة الأحزاب وهو قوله تعالى:

{إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (١٠) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا} (١).

فقد وصل المسلمون في تلك الغزوة المخيفة التي (بدافع من الحقد الأسود) أثار يهود خيبر عواصفها المزلزلة، وصلوا إلى قاب قوسين أو أدنى من الانہهيار والزوال.


(١) الأحزاب: ١٠ - ١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>