بدعوة بنى قريظة إلى توثيق الحلف الذي بينهم وبين المسلمين أو الوقوف على الحياد على الأقل (بالموادعة).
ولكن اليهود بمجرد سماعهم ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - والحديث عن العهد قالوا. . في قحة وصفاقة:"من هو رسول الله هذا؟ ؟ " ثم أردفوا قائلين للوفد النبوى: "لا عهد بيننا وبين محمد"، وقالوا للوفد (وقدر تملكهم الغرور) ما معناه: " الآن جئتم تطلبون منا الوفاء بالعهد الذي بيننا وبين محمد، وهو الذي كسر جناحنا وأخرج إخواننا بنى النضير اذهبوا لا عهد بيننا وبين محمد ولا عقد".
فغضب عند ذلك سيد الخزرج سعد بن عبادة (وكان في طبعه حدة) وأخذ يشاتم اليهود فشاتموه وأغضبوه كثيرًا.
غير أن سيد الأوس الشاب وحليف هؤلاء اليهود (سعد بن معاذ) تدخل في الأمر، وطلب من سعد بن عبادة أن يسيطر على أعصابه قائلًا:"دع عنك مشاتمتهم، فما بيننا وبينهم أربى من المشاتمة".
[سعد بن معاذ ينصح حلفاءه من اليهود]
ثم توجه سعد بن معاذ إلى حلفائه (في محاولة أخيرة) ناصحًا إياهم بالرجوع عن غيهم ومحذرهم العواقب المخيفة التي ستترتب على إصرارهم على نقض العهد.
فقد قال سعد بن معاذ ليهود بنى قريظة:"إنكم قد علمتم الذي بيننا وبينكم يا بني قريظة وأنا أخاف عليكم مثل يوم بنى النضير أو أمّر منه".