حوله، وأقاموا خطًّا جديدًا للقتال صمدوا به في وجه القرشيين وظلوا بقيادة نبيهم يقاتلون قتالًا مريرًا، مما أحبط كل المحاولات اليائسة التي قام بها المشركون للقضاء على المسلمين أو تشتيتهم من جديد.
وخاصة بعد أن تجمع المسملون حول قائدهم وأخذوا في إنشاء سور من رجالهم تكسرت عليه كل هجمات المشركين الضارية كما تتكسر الأمواج على الصخور، مما حمل المشركين على اليأس والانسحاب من الميدان دون أن يتمكنوه من أسر رجل واحد من المسلمين.
فهل الجيش الذي انسحب يائسًا من الميدان (وعلى جناح السرعة) تاركًا مكان المعركة لتسعين في المائة من الجيش الذي اشتبك معه وهو مدجج في سلاحه دون أن يقوى على نزاع سلاح واحد منهم، ووضعه في الأسر .. هل هذا الجيش الذي شأنه هكذا يعد منتصرًا؟ ؟ .
[أدلة الانتصار الحقيقي]
إن من الأدلة التي تثبت بها الجيوش انتصارها (وخاصة في ذلك العصر) الأسرى والغنائم .. كذلك تحطيم قوة العدو تحطيمًا لا يمكنه من القيام بأية مقاومة، ثم السيطرة علي مكان المعركة والبقاء فيها يومين أو ثلاثًا على الأقل، ليثبت الجيش المنتصر أنه منتصرًا حقًّا وأنه سيد الموقف تمامًا، وإن خصمه قد تحطم ولم تبق له أية قوة في مكان المعركة يمكنها التحرك.