للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنا أُبلغهم عنكم .. فأنزل الله تعالى على رسوله هذه الآية: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (١٦٩) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (١٧٠) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ} (١).

[مصير قتلى الوطنية المجردة]

ذلك هو مصير شهداء الإسلام الذين قاتلوا لتكون كلمة الله هي العليا، أما غيرهم ممن يقتل خارج نطاق العقيدة الإسلامية وفي غير سبيل نصرتها، فإن مصيره في الآخرة على عكس مصير شهداء الإسلام حتى وإن قتل في جيش يقوده النبي - صلى الله عليه وسلم - وخلف لواء يعقده الرسول.

فهذان رجلان من أهل المدينة قاتلا مع النبي يوم أُحد وتحت رايته قتال الأبطال، ولكنهما كان (بالرغم من ذلك) من أهل النار.

والسبب في ذلك انهما لم يقاتلا على عقيدة الإسلام، وإنما كان قتالهما، قتالًا وطنيًّا قوميًّا فحسب، فقد كان اشتراكهما في القتال حمية لقومهما ودفاعًا عن وطنهما المدينة لا غير.

هذان الرجلان، إحداهما من عرب المدينة يقال له قزمان (بضم أوله وسكون ثانيه) فقد كان من شجعان المدينة المشهورين، لما اعتزم المسلمون


(١) الآيات ١٦٩ - ١٧٠ - ١٧١، آل عمران.

<<  <  ج: ص:  >  >>