للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقد وقف قادة الأحزاب حائرين أمام هذه المكيدة الكبيرة (الخندق) هذه المكيدة التي ما كان العرب يكيدونها ولا يعرفون عنها شيئًا في تاريخهم الطويل.

[تجيمد نشاط جيوش الأحزاب]

فقد جمد وجود هذا الخندق نشاط تلك الآلاف المؤلفة من جيوش الأحزاب، التي كما سنفصله لم تستطع مقاتلة المسلمين إلا عن طريق حركات تسلل انتحارية عبر (الخندق) كانت نتيجة الإقدام عليها إما القتل وإما الفرار كما حدث لفرسان عمرو بن ود الذين اقتحموا الخندق بأفراسهم كما سيأتي تفصيله إن شاء الله.

لقد ذهب قادة الأحزاب ومعهم رأس الفتنة ومثير عواصف هذا الغزو (حُيى بن أخطب) ذهبوا بأنفسهم لارتياد واختيار مواقع الهجوم العام على المدينة ليوزعوا الكتائب ساعة الزحف على أساس هذا الاختيار.

[مكيدة ما كنت العرب تكيدها]

ولكنهم وجدوا أنفسهم أمام مفاجأة عسكرية وبدعة حربية ذهلوا لها وصعقوا. . وجدوا أنفسهم أمام خندق وكأنه أفعى تكاد تلف المدينة من جميع نواحيها (١). . خندق يبلغ طوله حوالي ألفى متر في سعة أربعة


(١) انظر موضوع الخندق من الخارطة العامة للمعركة في هذا الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>