الأَمر الذي لو نجحت فيه دعوة الإِسلام لكانت القاضية على سلطان مكة السياسي والديني والعسكري.
لذلك أَخذت قريش تفكر في الأَمر أَكثر من أَي وقت مضى لاتخاذ الخطوات العملية السريعة الحاسمة لقطع تيار نور دعوة الإِسلام نهائيًا.
ولذلك تعددت الاجتماعات في برلمان مكة للتباحث في هذا التطور الخطير الذي طرأَ على الدعوة الإِسلامية بسبب ذلك الدعم العسكري المخيف الذي حصل عليه حامل لواءِ هذه الدعوة من قبل قبائل الأَوس والخزرج في المدينة.
[هجرة المسلمين قبل النبي - صلى الله عليه وسلم -]
وبينما كان المشركون المكيون من جانبهم يوالون الاجتماعات في برلمانهم لبحث الموقف الطارئ، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - من جانبه غير غافل عما تفكر فيه قريش وترسمه من مخططات آثمة للقضاء عليه وعلى دعوته.
فبعد أَن تمركزت دعوة الإِسلام في يثرب ووجدت لها حماة أَقوياء عاهدوا الله على بذل الدم في سبيل الذود عنها والدفاع عن حاملها، سارع وأَصدر أَوامره إِلى أَصحابه المكيين بأَن يلتحقوا بيثرب ليدعموا الجبهة الجديدة التي أَراد الله أَن تكون (فيما بعد) القاعدة العسكرية الكبري التي استند عليها النبي - صلى الله عليه وسلم - في كل حربه التي خاضها مع أَعداء الإِسلام.
فشرع أَصحاب النبي (من أَهل مكة) في مغادرة هذه المدينة المكرمة في اتجاه يثرب، وكانت هجرتهم، متفرقين فرادى، أَو في جماعات قليلة، وقد فعلوا ذلك (بموجب خطة سياسية حكيمة) القصد من