ولما كانت المعاهدة لا تزال قائمة بين المسلمين وبين يهود بنى النضير، وكان بنو عامر بالإضافة إلى ذلك حلفاء هؤلاء اليهود، فقد ذهب النبي - صلى الله عليه وسلم - بنفسه إلى منازل يهود بنى النضير مع وفد من كبار أصحابه فيهم أبو بكر وعمر وعلى، ليطلب من اليهود (كحلفاء) المشاركة في دفع دية ذينك العامريَّين.
وقد أظهر اليهود الترحيب بالوفد وأبدوا للرسول - صلى الله عليه وسلم - استعدادهم لإجابة طلبه قائلين .. نعم يا أبا القاسم نعينك على ما أحببت، مما استعنت بنا عليه.
[مخطط اليهود لاغتيال النبي]
وبينما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - وباقي رجال الوفد في انتظار إنجاز ما وعد به اليهود من مشاركة في دفع الدية، كان زعماء هؤلاء اليهود يرسمون مخططًا لاغتيال النبي - صلى الله عليه وسلم - في اجتماع سوى عاجل عقدوه في أحد حصونهم، وكان المخطط الذي اتفقوا عليه بإلقاء صخرة على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في المكان الذي كان جالسًا فيه في ظل أحد حيطان حصن من حصونهم.
وفي اجتماعهم الذي بحثوا فيه موضوع اغتيال الرسول - صلى الله عليه وسلم -، عارض سلام بن مشكم - أحد زعمائهم - في هذا الموضوع وحذر قومه من السير في هذا الطريق الشائك قائلًا لهم، لا تفعلوا، والله ليخبرن بما هممتم به وإنه لنقضى العهد الذي بيننا وبينه.
ولكن معارضة ابن مشكم هذه لم تلق تأييدًا من المجتمعين فساروا في طريق مؤامرة الاغتيال ورسموا الخطة لتنفيذها، وكانت تقضى بأن يصعد