للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا والله ما هذا لكم برأْي. والله لئن حبستموه -كما تقولون- ليخرجن أَمره من وراء الباب الذي أَغلقتم دونه إلى أَصحابه، فلأَوشكوا أَن يثبوا عليكم، فينزعوه من أَيديكم، ثم يكاثروكم به، حتى يغلبوكم على أَمركم، ما هذا لكم برأْي، فانظروا في غيره.

[الإجماع على قتل النبي - صلى الله عليه وسلم -]

غير أَن برلمان مكة وافق في النهاية على اقتراح آثم تقدم به كبير مجرمي مكة أَبو جهل بن هشام (أَحد نواب قبيلة بنى مخزوم) يقضى هذا الاقتراح بقتل النبي - صلى الله عليه وسلم -، على أَن تشترك في قتله جميع قبائل قريش لتكون كلها خصمًا لمن أَراد المطالبة بدمه فلا يجرؤ على ذلك.

فقد قال هذا الشيطان الطاغية (أَبو جهل) في اقتراحه:

والله إن لي فيه لرأَيا ما أَراكم وقعتم عليه بعد، قالوا ... وما هو يا أَبا الحكم؟ ؟

قال .. أَرى أَن نأَخذ من كل قبيلة في شابًّا جلدًا نسيبًا وسيطًا فينًا، ثم نعطى كل فتى منهم سيفًا صارمًا ثم يعمدوا إِليه، فيضربوه ضربة رجل واحد فيقتلوه فنستريح منه فإنهم إذا فعلوا ذلك تفرق دمه في القبائل. جميعًا، فلم يقدر بنو عبد مناف على حرب قومهم جميعًا، فرضوا منا بالعقل (أَي الدية) فعقلناه لهم.

فوافق برلمان مكة على هذا الاقتراح الآثم بالإجماع، واعتمدت قريش هذا القرار الغاشم، وانصرف النواب من البرلمان وقد عقدوا العزم على تنفيذه فورًا.

[تطويق منزل الرسول - صلى الله عليه وسلم -]

وبعد أَن أَتخذ برلمان مكة هذا القرار الظالم الغاشم، أَبلغ الله سبحانه وتعالى نبيه ذلك، وأَمره بالهجرة إلى المدينة، قال ابن إسحاق

<<  <  ج: ص:  >  >>