للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن عبد البر في الاستيعاب: وكتبت قريش إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن عهدنا بك تأْمر بصلة الرَّحِم وتحث عليها، وأَن ثُمَامَةَ قَد قطع عنا ميرتَنا وأَضرَّ بنا، فإِن رأَيت أَن تكتب إِليه أَن يخلِّي بيننا وبين ميرتَنا فافعل.

فاستجاب النبي - صلى الله عليه وسلم - لرجاءِ قومه (بالرغم من أَنه في حالة حرب معهم)، وكتب إِلى سيد بني حنيفة (ثمامة): أَن خَلِّي بين قومي وبين ميرَتهم. . فامتثل ثُمَامة أَمر نبيّه وسمح لبني حنيفة باستئناف إِرسال المحاصيل إِلى مكة فارتفع عن أَهلها كابوس المجاعة (١).

- ٢ -

حملة الغمر (٢) - ربيع الأول سنة خمس للهجرة

ك انت قبائل بني أَسد وهي من أَقوى القبائل النجدية قد اشتركت (بقيادة طليحة بن خويلد) في معركة الخندق إلى جانب الأَحزاب ضد المسلمين. . فأَصبحت بذلك عدَّوًا محاربًا للمسلمين.

فكان من البدهي أَن يقوم النبي - صلى الله عليه وسلم - بتأْديبها وإِرهابها بالإِغارة عليها لإِعطائها درسًا بأَن المسلمين في حالة من القوة العسكرية تمكنّهم من أَن يصلوا بهجماتهم إِلى قلب بني أَسد.


(١) انظر السيرة الحلبية ج ٢ ص ٢٩٨ والاستيعاب لابن عبد البر (ترجمة ثمامة بن أثالة الحنفي).
(٢) ويقال لها الغمار قال ابن بليهد (في صحيح الأخبار): اسم يطلق على موضعين: أحدهما محاذ بلد سميراء من الجهة الجنوبية من حدود بلاد بني أسد، ويقال له اليوم: (الغمار) وهو جبل شاهق أحمر إلى السماء وتصطاد منه الصقور وبه مياه كثيرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>