تشرف على قوات المسلمين التي كانت قد تحولت بدورها وضربت الحصار على اليهود في قلعة الزبير بعد احتلال حصن الصعب.
[صعوبة اقتحام الحصن]
قام المسلمون بعدة محاولات لاقتحام قلعة الزبير وفتحها، ولكنهم لم يتمكنوا وذلك لمناعة هذا الحصن ووعورة المسالك المؤدية إليه ولوقوع هذه المسالك مكشوفة تحت مرمى سهانم اليهود.
ومن جهة أخرى لم يقم اليهود أول الأمر بفتح أبواب الحصن لمهاجمة المسلمين أو طلب مبارزتهم كما فعلوا أثناء حصار حصن (ناعم) وحصن (الصعب بن معاذ).
ويظهر أن ذلك راجع إلى اطمئنانهم إلى العلوّ الشاهق الذي يقع عليه هذا الحصن وإلى أن المسلمين لذلك لن يقدروا على اقتحامه لصعوبة الوصول إليه وفتحه بقوة السلاح.
[إجبار اليهود على القتال خارج الحصن]
وكان المسلمون لا يرغبون في إطالة مدة الحصار على الحصن، بل يتوقون للدخول مع اليهود في معركة فاصلة خارج الحصن لأنهم جازمون أن النصر سيكون حليفهم في هذه المعركة.
وبينما المسلمون يتبرَّمون بامتناع اليهود بهذه القلعة المنيعة ويديرون الفكر ويرحمون الخطط التي يمكنهم بها الاستيلاء على قلعة الزبير المستعصية، إذا بأحد اليهود واسمه (غزّال) يأتي إلى معسكر المسلمين - سرًّا - ويطلب مقابلة النبي القائد - صلى الله عليه وسلم -.
ولدى اجتماعه بالنبي - صلى الله عليه وسلم - أخبره بأن جيشه لن يقدر على اقتحام هذا الحصن وفتحه بقوة السلاح وأن يهود قلعة الزبير لن يتضرروا بالحصار مهما طال لمناعة الحصن ولكون المدافعين عنه، لديهم من التموينات الضرورية ما يكفيهم لمدة طويلة جدًّا.
إلا أن هذا اليهودى (غزّال) أخبر النبي القائد - صلى الله عليه وسلم - بأنه مستعد لأن يدله