للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على اتباع طريقة تيسِّر لهم فتح قلعة الزبير، بإجبار اليهود على الخروج مكرهين للقتال، مقابل أن يؤمِّنه المسلمون على ماله وأهله وولده .. فأعطاه النبي - صلى الله عليه وسلم - الأمان له ولأهله وولده وماله.

وهنا أخبر اليهودى (غزال) النبي - صلى الله عليه وسلم - بأن لليهود الممتنعين بقلعة الزبير منابع من المياه سرية تحت الأرض وخزَّانات قد صممت خصيصًا لأيام الحرب ينزلون إليها أثناء الليل عبر سراديب سرّية تصلها بالقلعة فيأخذون منها حاجتهم من الماء.

وبما أن هذه المنابع واقعة خارج القلعة فإنه بإمكان المسلمين الاستيلاء عليها بسهولة وعندها يجبر اليهود على الاستسلام أو الخروج للقتال بعد أن يقطع المسلمون عنهم الماء، ثم قاد هذا اليهودى (غزال) المسلمين إلى منابع المياه المذكورة فاستولوا عليها وقطعوا الماء عن اليهود المتعصمين بقلعة الزبير.

وهنا أسقط في يد اليهود ررأوا أنه لا بد من اتباع أحد سبيلين: إما الاستسلام للمسلمين، أو الخروج لمقاتلتهم، واستعادة منابع المياه منهم أو يموتوا عطشًا.

وقد فضَّلوا مقاتلة المسلمين ففتحوا أبواب الحصن وشنُّوا على المسلمين هجومًا عنيفًا فنشب قتال عنيف بين الفريقين انتهى بانتصار المسلمين الذين تمكنوا من إنزال الهزيمة باليهود ثم اقتحموا القلعة وفتحوها.

قال الواقدي: وتحولت اليهود من حصن ناعم كلها، ومن حصن الصعب بن معاذ، ومن كل حصون النطاة، إلى حصن، يقال له: قلعة الزبير (١)، فزحف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليهم والمسلمون، فحاصرهم، وغلّقوا عليهم حصنهم وهو حصين منيع، وإنما هو في رأس قلعة لا تقدر عليه الخيل ولا الرجال، لصعوبته وامتناعه.

وأقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على محاصرة الذين في (قلعة الزبير) ثلاثة أيام، فجاءه رجل من اليهود يقال له: غزّال، فقال: يا أبا القاسم، تؤمنّى على


(١) كانت قلعة الزبير هذه آخر حصن من حصون النطاة الحربية التي قاوم فيها اليهود، انظر إمتاع الأسماع ص ٣١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>