عندما طلب منهم اليهود المشاركة (مع قريش) في غزوة الأحزاب التي هي موضوع كتابنا هذا.
وهكذا انصرف النبي بجيشه من ديار غطفان وقد سجّل نصرًا ساحقًا كان له أبلغ الأثر لا في نفوس قبائل غطفان وحدها بل في نفوس جميع القبائل النجدية التي كانت تطمع في المسلمين وتحدث نفسها بالإغارة عليهم متوهمة ضعفهم بعد الانتكاسة التي أصابتهم في معركة أُحد.
والنصر الساحق هذا يتجسد في أن النبي - صلى الله عليه وسلم - استطاع بحركته السريعة هذه إلى ديار نجد أن يرهب أعظم القبائل النجدية (غطفان) ويشتت جموعها العظيمة للك التي ماكانت لتنفض حتى تغير على المدينة لولا أن الله تعالى ألهم الرسول القائد المحنك فقام بتلك الحركة السريعة وباغت (كما هي عادته في تأديب الأعراب) للك الجموع الغطفانية وهي لما تزل في ديارها.
[محاولة اغتيال النبي للمرة الرابعة]
وفي غزوة ذات الرقاع (هذه) تعرض الرسول - صلى الله عليه وسلم - لمحاولة اغتيال رابعة، وذلك أنه بينما كان الفريقان متواقفين في أرض غطفان، إذ أقبل رجل من بنى محارب واسمه (غورث)، وكان تعهد لقومه بقتل النبي (غيلة) أقبل هذا الرجل (غورث) إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، في صورة المسالم حتى وقف عليه - صلى الله عليه وسلم - وهو مدجج بسلاحه وفي حجره السيف.