للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فبمجهود هذا الرجل ومكره السياسي وإخلاصه لدينه الذي لم يمض في دخوله فيه أكثر من أربع وعشرين ساعة تمكن من إشاعة الفرقة بين فئات الأحزاب ويهود بني قريظة.

فبذر (بمهارة فائقة) بنور الشك والريبة في نفوس قادة الأحزاب واليهود بعضهم ضد بعض حتى انعدمت الثقة بين هؤلاء الزعماء والقادة فتصدعت جبهاتهم وتفتتت وحدتهم مما جعل قادة قريش وغطفان يحنقون على اليهود ويفكون الحصار عن المدينة، كل منهم عائد إلى بلاده، تاركين يهود بني قريظة الناكثين الغادرين لمصيرهم المحتوم الذي انتهى بإبادتهم.

[الرجل الذي غير مجرى الأحداث]

وهذا الرجل الذي شاء الله أن تتحطم على يديه وحدة الأحزاب الغازية المعتدية هو (نعيم بن مسعود) وهو من قبيلة غطفان النجدية التي يمثل رجالها أكبر أجنحة الاتحاد القرشي الغطفاني اليهودى العسكري، الذي جاء لاحتلال المدينة وسحق المسلمين فيها.

فقد كان نعيم بن مسعود هذا من وجوه القوم والشخصيات البارزة المشهورة في المحيط العربي واليهودى، وكان من كبار المستشارين في قيادة جيش الاتحاد العربي الوثنى اليهودى الغازى.

ولكن لحكمة أرادها الله (في الليلة التي تلتها ليلة الأحزاب الأخيرة) فتح الله قلب هذا الرجل للإسلام وهو في معسكر الأحزاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>