محارب اسم يطلق على سبع قبائل كلها من العدنانية، ولكن هؤلاء الذين وفدوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هم بطن من قيس عيلان من العدنانية، وكانوا من أغلظ الناس وأفظهم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان وفدهم برئاسة طارق بن عبد الله، وقد جاؤوا إلى المدينة سنة عشر هجرية في حجة الوداع، فأسلموا وقالوا: نحن على من وراءنا.
وكان في الوفد رجل منهم، فعرفه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال الرجل: الحمد لله الذي أبقاني حتى صدقت بك. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن هذه القلوب بيد الله، ومسح وجه رجل منهم اسمه خزيمة بن سواء، فصارت له غرة بيضاء، وأجازهم كما يجيز الوفد، وانصرفوا إلى أهلهم.
- ٩ -
[وفد سعد بن بكر]
هؤلاء بطن من هوازن وهم الذين أرضعوا النبي - صلى الله عليه وسلم -، كان وفدهم قد جاء في رجب عام خمس وقال ابن إسحاق عام تسع، وكان وفد سعد هؤلاء من رجل واحد هو ضمام بن ثعلبة. فعن ابن إسحاق قال: بعث بنو سعد بن بكر ضمام بن ثعلبة وافدا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقدم عليه فأناخ بعيره ثم عقله على بابا المسجد، وكان رجلا جلدا ذا غديرتين، وهو الذي في القصة المشهورة - قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أنشدك بالله إلهك وإله من كان قبلك وإله من هو كائن بعدك آلله بعثك إلينا رسولا؟ قال: اللهم نعم، قال: فأنشدك بالله إلهك وإله من كان قبلك وإله من هو كائن بعدك آلله أمرك أن نعبده وحده لا نشرك به شيئًا، وأن نخلع هذه الأوثان التي كانوا يعبدون؟ قال: اللهم نعم، ثم جعل يذكر فرائض الإسلام فريضة فريضة، الصلاة والزكاة والصيام والحج وشرائع الإِسلام، ينشده عند كل فريضة كما نشده في التي قبلها حتى فرغ فقال: إني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله، وسأؤدى هذه الفرائض وأجتنب ما نهيتنى