حارثة فاستولت على قافلة لقريش جاءت من الشام في طريقها إلى مكة عبر طريق جديد يمر شرقي المدينة.
وقد نجح الرسول القائد - صلى الله عليه وسلم - في كل هذه الحملات العسكرية الخمس نجاحًا كاملًا كان له أثره الكبير في شحن نفوس اليهود والمنافقين في الداخل بهيبته، فقد ضرب الأعراب في نجد ضربات سريعة صاعقة شتت بها شملهم في منازلهم، كما أوقع بقريش وأنزل بها خسائر مادية كبيرة زادت قريشًا وهنًا على وهن.
[الموقف بعد نكسة أحد]
سجل النبي - صلى الله عليه وسلم - كل هذه الانتصارات في الداخل والخارج في الفترة الواقعة ما بين معركة (بدر) ومعركة (أحد) التي لم يعد اليهود إلى عبثهم وتحرشهم بالمسلمين وتآمرهم ضدهم إلا بعد أن أصيب الجيش الإسلامي في هذه المعركة بللك النكسة الموجعة التي فقد المسلمون بسببها سبعين شهيدًا من خيرة محاربيهم، هم في أمس الحاجة إليهم.
فبعد هذه النكسة تحركت كوامن الغدر والخيانة في نفوس اليهود من جديد، فقد شجعتهم هذه النكسة وبعثت الأمل في نفوسهم وزاد الطين بلة أن المعسكر الإسلامي في يثرب أصيب بنكبتين عقب نكستهم في أحد بأشهر قلائل، فقد المسلمون في هاتين النكبتين أكثر من ثمانين قتيلًا غدرًا على أيدى الأعراب في نجد والحجاز كما هو مفصل في حادثتى الرجيع وبئر معونة في الفصل الأول من كتبانا (غزوة الأحزاب)، وهذا