للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تحدّاهم وأعلن نفسه ملكًا على تدمر. لذلك لجأوا للتخلص منه إلى أيسر الطرق فاغتالوه عام ٢٥١ بعد الميلاد.

وكان الذي تولى اغتياله أحد القادة الرومان اسمه "روفينوس". وذلك بأمر من قيصر روما. وبهذا الاغتيال ظن الرومان أنهم أزاحوا من أمامهم في المشرق خصمًا عنيدًا بإزاحته سيصفو لهم الجو هناك. غير أن صنيعهم هذا كان بداية النهاية لسيطرتهم لا على الشام وحدها بل على المشرق كله (١).

[أذينة الأصغر الملك الثاني لتدمر]

ترك الملك أذينة الأكبر بعد اغتياله ولدين ذكرين اسم أحدهما خيران وهو الأكبر، واسم الثاني أذينة، وهو الأصغر.

وبعد مصرع الملك أذينة الأكبر في تلك الظروف التي أرادها الرومان أن تكون غامضة ولكنها كانت واضحة حيث بات واضحًا لأسرة آل أذينة وكل شعب "تدمر" أن مصرعه كان بتدبير من روما. . بعد مصرع أذينة الأكبر نصب الرومان خيران واسمه عند الرومان "سبتيميوس" نصبوه خلفًا لأبيه حاكمًا على "تدمر" بعد أن منحوه لقب رئيس مجلس الشيوخ في تدمر.

ولم يذكر التاريخ أن خيران هذا كان ذا شأن في تاريخ "تدمر". بل كان خامل الذكر. لم يقم بأي عمل يرفع من شأنه. فلم يحرك ساكنًا لمقتل أبيه حتى مات عام ٢٥٨ ب. م بعد أن ترك ولدًا صغيرًا اسمه "معنى".

وكان أذينة أصغر من أخيه "خيران" ولكنه كان قويَّ العزيمة بعيد الهمة شجاعًا طموحًا نيّر الذهن خارق الذكاء.

وبحكم ظروف البيئة العشائرية التي عليها أهل تدمر. اضطر الرومان إلى تولية أذينة بن أذينة خلفًا لأخيه، حاكمًا بالنيابة عنهم على تدمر وقد منحوه لقب قنصل. وهو لقب عال في عرف التقاليد الرومانية. وكان تولى أذينة الأصغر حكم تدمر في عهد القيصر "والريانوس" عام ٢٥٨ م.


(١) انظر تفاصيل قصة اغتيال الملك أذينة الأكبر في كتابنا (العرب في الشام قبل الإِسلام).

<<  <  ج: ص:  >  >>