للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[إخلاء جميع حصون الشق ما عدا (النزار)]

وفي منطقة الشق كانت حصون كثيرة، ولكن يظهر أن اليهود أخلوها وتجمّعوا كلّهم في حصن (النزار) لمناعته وقوة تحصينه، ثم هربوا جميعًا (بعد سقوط حصن النزار) إلى حصون الكتيبة في الشطر الثاني من خيبر (١).

[الهجوم على حصن النزار]

وبعد أن سقطت قلعة (أُبيّ) -كما تقدم- وانهزم الدافعون عنها إلى (حصن النزار) سارع المسلمون إلى مطاردتهم فلم يتركوا لهم فرصة يستريحون فيها، بل سارعوا إلى ضرب الخناق عليهم بقيادة النبي الأعظم - صلى الله عليه وسلم -، وصاروا يضغطون عليهم بعنف ليستسلموا.

[مقاومة اليهود العنيفة]

ولكن اليهود قاوموا المسلمين مقاومة عنيدة، إلا أنهم بالرغم من شدة مقاومتهم العنيدة لم يخرجوا من حصن (النزار) للاشتباك مع قوات المسلمين بالهجوم عليها، ولم يطلب فرسانُهم البارزة كما كانوا يفعلون أثناء محاصرة المسلمين لهم في حصون (ناعم والصعب بن معاذ والزبير وأُبيّ) في النطاة والشق.

وكل ما فعله هؤلاء اليهود في حصن (النزار) هو أنهم شحنوا أبراجه ومسالحه الأخرى بالمقاتلة (وخاصة رماة النبل) واعتصموا به وصاروا يمطرون المسلمين بسيول من نبالهم، وكانوا مهرة في الرمي، كما صاروا يسلطون جنادل الحجارة على المسلمين من قلل الحصن الذي يقع على جبل مرتفع منيع (٢) بغية إبعادهم عن أسواره.


(١) انظر مغازى الواقدي ج ٢ ص ٦٦٩.
(٢) السيرة الحلبية ج ٢ ص ١٦٥، وصاحب السيرة الحلبية يسمى حصن النزار: (حصن البرئ) ويظهر أنه تصحيف من النساخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>