للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تشويه جثة سيد الشهداء]

وبعد أن قرر أبو سفيان إنهاء القتال أخذ المشركون في التهيؤ للرحيل وانصرفوا إلى ساحة المعركة يتفقدون قتلاهم، كما انشغل فريق بإرواء ظمئهم الجاهلي وإشفاء حقدهم الوثني بالتمثيل بشهداء المسلمين وتشويه جثثهم تشويهًا فظيعًا.

حيث بقروا البطون وانتزعوا الأحشاء منها بأيديهم، وجدعوا الأنوف وقطعوا الأذان، بل لقد قطعوا الأعضاء الحساسة التناسلية من بعض الشهداء (١).

وكان سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه أكثر الشهداء تعرضًا لوحشية التشويه والتمثيل، وبربرية الانتقام.

لأنه رضي الله عنه كان عنده أكثر من ثأر لسادات قريش، فقد قتل يوم بدر (بالاشتراك مع ابن أخيه علي بن أبي طالب) سيدي قريش عتبة بن ربيعة وشيبة والوليد بن عتبة - أخا هند بنت عتبة - وكلهم من بني أمية بن عبد شمس بن عبد مناف.

ولهذا كانت هند بنت عتبة من أشد الناس غيظًا وحنقًا على حمزة بن عبد المطلب، وكانت قد حضرت مع زوجها القائد العام أبي سفيان فيمن حضر من نساء قادة مكة لتحريض الجيش على قتال المسلمين.


(١) انظر سمط النجوم العوالي للعصامي ج ٢ ص ٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>