للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم يتردد ملوك حمير في الاستجابة لدعوة الإِسلام فعقب تسلمهم كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم -. بعثوا إليه وفدا بإسلامهم. وكان هذا الوفد مؤلفًا من (الحارث بن عبد كلال ونعيم بن عبد كلال والنعمان قيل ذي رعين، ومعافر وهمدان) (١).

[النجاشي الذي لم يسلم]

أما الكتاب الذي بعثه النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى النجاشي ملك الحبشة يدعوه إلى الإِسلام مع عمرو بن أمية الضمرى. فهو ليس النجاشي أصحمة. الذي كان قد أسلم قبل الهجرة على يد جعفر بن أبي طالب. وإنما هو الذي تولى ملك الحبشة بعده. فهذا النجاشي لم يسلم. أثبت ذلك الإمام مسلم في صيحيحه من رواية أنس بن مالك. وأكده الإمام ابن حزم (٢).

أما النجاشي (أصحمة) فقد أسلم على يد جعفر بن أبي طالب قبل الهجرة، وبنصيحة من أصحمة هذا أسلم عمرو بن العاص "انظر قصة إسلام النجاشي على يد جعفر في سيرة ابن هشام في مظنه" غير أن هذا لا ينافي أن يكون عمرو بن أمية الضمري قد جاء بكتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى النجاشي أصحمة المسلم. كما جاء بكتاب آخر من الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى نجاشى الحبشة الذي لم يقبل الدخول في الإِسلام. وهو النجاشي الذي خلف أصحمة المسلم على الحبشة، لأن مجئ عمرو بن أمية الضمري بكتاب من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى النجاشي المسلم أمر متواتر بين أصحاب المغازي والسير.

ويذكر الدكتور محمد حميد الله في كتابه "الوثائق السياسية للعهد النبوى والخلافة الراشدة) نصوص كتب أربعة بعث بها النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى نجاشي الحبشة وقد تكون روايات مختلفة النص كتاب واحد. ونختار منها هذا النص. ثم نورد نص جواب الملك النجاشي أصحمة الذي أبلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قد آمن به وأسلم على، يد ابن عم النبي - صلى الله عليه وسلم - جعفر بن أبي طالب.


(١) إمتاع الأسماع ص ٤٩٥ والوثائق السياسية ص ١٨٠.
(٢) السيرة الحلبية ج ٢ ص ٣٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>