وزهران، وتمر طريق الطائف أبها - وسط ديار غامد .. وتنقسم غامد اليوم إلى قسمين، البدو، والحضر، وقاعدة غامد هي (الباحة).
فالقسم البدوى يسمى: آل صيّاح، وهم منتشرون في أماكن مختلفة، بين إخوانهم المتحضرين، ويتوغلون إلى أودية رينة، وتربة، والدواسر .. وأما القسم المتحضر، فيقيم في قرى مختلفة. وعلى أثر ذكر قبيلة غامد، يجرنا الحديث إلى ذكر جيرانهم قبيلة زهران، فهذه القبيلة أيضًا من قبائل الأزد القحطانية، وكانت يمانية في الأصل، وهي اليوم من أعظم قبائل عسير بالحجاز، وهم ذوو كرم ومروءة، وجدهم هو زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر (وهو شنوءة) بن الأزد .. تقع منازلهم اليوم في عسير، بين بني مالك من الشمال، وغامد من الشرق، وذوى بركات، وذوى حسن من الغرب، وزبيد من الجنوب والجنوب الغربي، وتمتد بلادهم في الغرب حتى تكاد تتصل بالحر الأحمر، إذ لا يفصلها عنه سوى حوالي ١٥ ميلا.
- ٥٤ -
[وفد بجيلة]
بجيلة -بفتح أوله- بطن عكل من كهلان من القحطانية، وبجيلة اسم أمهم التي صاروا ينتسبون إليها، وهم بنو أنمار بن أراش بن كهلان، يتفرعون إلى بطون كثيرة، كانت منازلهم في الجاهلية تمتد في سلسلة جبال السروات في اليمن والحجاز حتى تبالة قرب الطائف.
كانت بجيلة في الجاهلية قوة حربية هائلة، حتى أنهم حاربوا كثيرًا من قبائل جبال السراة، من بينهم قبيلة خثعم، فأجلوهم عن ديارهم وسكنوها، فصاروا سادة جبال السراة دون منازع وكانوا يدًا واحدة، حتى حدثت بينهم حرب أهلية رهيبة، كادت أن تبيدهم، وبعد هذه الحرب وهنت بل تحطمت قوة بجيلة المنهزم منها والمنتصر، فتفرقوا لذلك وتقطعوا، فصار كل بطن منهم يجاور أو يندمج في قبيلة من قبائل العرب، وما زالوا ممزقين موزّعين حتى جمعهم الخليفة عمر بن الخطاب، وذلك