سبيلًا إلى التشنيع على الإسلام أو الطعن في نظامه فما يتعلق بإباحته لأتباعه (يوم ذاك) الاسترقاق الحربى.
٣ - هذا جوابنا مختصر بشأن إباحة الإسلام لأَتباعه الاسترقاق من حيث المبدإِ، كمعاملة بالمثل.
أما من ناحية معاملة الرقيق والنظام الدقيق الإنسانى العادل الذي وضعه الإسلام لهذه المعاملة، فإن العاقل المنصف المتجرد عن الهوي - برجوعه إلى أصول وقواعد هذا النظام - يجد أن الإسلام (مع إباحته لأتباعه استرقاق المحاربين من الأعداءِ) لم يبق من هذا الرق إلا شكله، بالنظر للمعاملة الرهيبة الوحشية التي كان يلقاها الرقيق قبل ظهور الإسلام.
فبالرجوع إلى القواعد التي وضعها الإسلام لمعاملة الرقيق (أيًّا كان دينه أو لونه أو جنسه) وفرض العمل بها، يجد العاقل المنصف أن لا مناص من الاعتراف بأن الإسلام (مع إباحته نوعًا واحدًا من أنواع الرق من حيث المبدإ) يعتبر محررًا للرقيق، وحتى لهذا النوع الذي أباحه من حيث المبدإ.
[الرقيق عند الرومان والأمم الأخرى]
فقد كان الرقيق في شرعة الرومان وعرف الهند والفرس، لا يعتبر من البشر، فليس في قوانينهم اعتراف بأي حق لهذا الرقيق، فلم تضع هذه القوانين أي نظام يحفظ للرقيق أي حق البتة.
لذا كان الرقيق (وخاصة في نظر الرومان) أحط منزلة من البهائم، مقذوفًا به خارج كيان البشر. كأن من حق السيد الروماني