للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وابنى هذا برٌّ بي فامسح وجهه، فمسح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجه بشر بن معاوية وأعطاه أعنزا عفراء، وبرك عليهن. قال الجعد بن عبد الله بن عامر البكائي (١): فالسنة (٢) ربما أصابت بني البكاء ولا تصيبهم.

وكان ضمن الوفد رجل يقال له، الفجيع بن عبد الله فكتب له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتابًا: (من محمد النبي للفجيع ومن تبعه وأسلم وأقام الصلاة، وآتى الزكاة، وأعطى الله ورسوله وأعطى من المغانم خمس الله، ونصر النبي وأصحابه، وأشهد على إسلامه، وفارق المشركين، فإنه آمن بأمان الله وأمان محمد. قال هشام: وسمى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، عبد عمرو الأصم عبد الرحمن وكتب له بمائة الذي أسلم عليه - ذي القصة - وكان عبد الرحمن من أصحاب الظلة، يعني الصفة صفة المسجد (٣).

- ١٨ -

[وفد بني عبد بن عدي]

هؤلاء لم أجد في المعاجم تحديدًا لهويتهم، ولكن يظهر أنهم من كنانة جيران الحرم، قال ابن سعد: وقدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفد بني عبد بن عدى، وفيهم الحارث بن أهبان، وعويمر بن الأخرم وحبيب وربيعة ابنا ملة، (٤). ومعهم رهط من قومهم، فقالوا يا محمد نحن أهل الحرم وساكنه وأعز من به، ونحن لا نريد قتالك، ولو قاتلت غير قريش قاتلنا معك، ولكنا لا نقاتل قريشا، وإنما لنحبك ومن أنت منه، فإن أصبت منا أحدًا خطأ فعليك ديته، وإن أصبنا أحدًا من أصحابك فعلينا ديته، فقال: نعم، فأسلموا (٥).


(١) قال في أسد الغابة: هو عبد الله بن عامر بن أنيس، وفد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بإسلام قومه فصافحه النبي - صلى الله عليه وسلم - وحياه وقال: أنت الوافد المبارك، فلما أصبح صبحته بنو عامر فأسلموا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يأبى الله لبنى عامر إلا خيرًا.
(٢) السنة هنا تعبير عن الجفاف طوال السنة.
(٣) طبقات ابن سعد ج ١ ص ٣٠٥.
(٤) لم أجد لهما ترجمة أكثر من قصة إسلامهما.
(٥) طبقات ابن سعد ج ١ ص ٣٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>