للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لسنوات، كما أن الماء من العيون والآبار متوفرة لديهم بكثرة.

وكان المسلمون في العراء مكشوفين ومعرضين لسهام الثقفيين ومعابلهم. الأمر الذي يجعل المسلمين أكثر تعرضًا للخطر بينما الثقفيون في بلادهم ومعتصمون بحصونهم عندهم أهلهم وأبناءهم، ولم تُجدِ المحاولات الجدية المضنية التي بذلها جيش الإِسلام لاقتحام أسوار الطائف، حيث كانت قوية وعالية ومنيعة، يحميها مقاتلون ورماة ماهرون في القصف بالنبل والمعابل. واستخدام الأسلحة الثقيلة من راجمات باللهب وغيرها.

استمر المسلمون في محاولاتهم فتح الطائف خمسة عشر يومًا (١) وبعض المؤرخين يقول إن الحصار استمر أكثر من عشرين يومًا (٢).

وقد فقد المسلمون (وهم يجاهدون لفتح الطائف) اثنى عشر شهيدًا (٣) مقابل رجلين من مشركى ثقيف قتلهما المسلمون أثناء الحصار. وجميع شهداء المسلمين، قتلوا رميًا بسهام ثقيف التي كانوا يقصفون بها المسلمين من الأبراج والأسوار.

[الرسول يستشير الخبراء بشأن استمرار الحصار أو فكه]

وبعد مضى خمسة عشر ليلة أو عشرين على محاصرة الطائف دونما أية نتيجة إيجابية لصالح الجيش الإِسلامي تدارس الرسول - صلى الله عليه وسلم - الموقف مع بعض كبار مستشاريه والخبراء في الجيش حول ما إذا كان من المفيد استمرار الحصار أم فكه عن الطائف.

وقد انتهت المشاورات إلى اقتناع النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنه ليس من مصلحة الجيش الإِسلامي الاستمرار في الحصار. ولذلك قرر أن يفك الحصار عن الطائف ويعود إلى مكة تاركًا ثقيفًا وشأنها حتى يأتي الله بها فتدخل في الإِسلام طائعة بعد أن تجد نفسها معزولة ومحاطة بعناصر عربية كلها دخلت في الإِسلام.

كما جاء في بعض الآثار عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه لم يأذن الله في ثقيف (أي


(١) مغازي الواقدي ج ٣ ص ٩٣٦.
(٢) الطبري ج ٣ ص ٨٣.
(٣) البداية والنهاية ج ٤ ص ٣٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>