ابن حرب، وحكيم بن حزام، ومخرمة بن نوفل، قبل نسائهم، ثم قدموا على نسائهم في العدة، فردهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذلك النكاح، وأسلمت امرأة صفوان وامرأة عكرمة قبل زوجيهما، ثم أسلما، فرد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نساءهم عليهم. وذلك أن إسلامهم كان في عدتهن (١). وهذا التصرف من الرسول - صلى الله عليه وسلم - يضع تشريعًا عامًّا وقاعدة أساسية تسهيلية: وهي أن أي زوجين كانا كافرين ثم أسلما معًا أو أسلم أحدهما قبل الآخر. فإنه يجوز أن يظلا زوجين دونما حاجة إلى انقضاء عدة أو إجراء مراسيم عقد زواج جديد. وهذا بحق من معطيات الإِسلام في مجال التسامح وتبسيط الأمور لإِفساح الطريق أمام الناس إلى الإِسلام دونما تعقيد أو تشديد.
[النبي - صلى الله عليه وسلم - يعفو عن وحشي قاتل عمه حمزة]
كان العبد الحبشى وحشى مولى لجبير بن مطعم. وكان ممن أهدر النبي - صلى الله عليه وسلم - دماءهم. ولكن الرسول - صلى الله عليه وسلم - ألغى حكم الإِعدام الصادر بحقه. فعفى عنه، بعد أن أخبره (كما هي رغبته) كيف قتل عمه حمزة يوم أحد.
فقد حدث ابن أبي سبرة عن حسين بن عبد الله، عن عكرمة عن ابن عباس. قال: أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقتل وحشى مع النفر، ولم يكن المسلمون على أحد أحرص منهم على قتل وحشى، وهرب وحشى إلى الطائف، فلم يزل مقيمًا به، حتى قدم وفد الطائف على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فدخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأنَّ محمدًا عبده ورسوله. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: وحشى؟ قال: نعم. قال: اجلس، حدثني كيف قتلت حمزة. فأخبره، فلم يزد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أن قال: غيب عنى وجهك "أي لأنه والله أعلم لا يحتمل النظر إلى قاتل أسد الله حمزة عمه"، قال وحشى: فكنت إذا رأيته