اتباعها التعمية علي قريش ليلا تكتشف الهدف الذي يكمن وراء هذه الهجرة.
غير أَن قريشًا التي تنم عين استخباراتها عن مراقبة المسلمين
اكتشفت الأَمر، واتضح لها أن هجرة المسلمين إِلى يثرب تتم باستمرار وبانتظام وحسب خطة مرسومة ومن أَجل تحقيق غاية عسكرية تستهدف القضاءِ على الكيان الوثني في الدرجة الأُولى.
فقامت بعدة محاولات لمنع المسلمين من الهجرة إِلى المدينة، ولكن هذه المحاولات باءَت بالفشل إِذ لم تستطع أَن تمنع من الهجرة إِلا المستضعفين (وهم قلة) حبست البعض منهم وعذبت البعض الآخر، أَما بقية المسلمين فقد هاجر أَكثرهم دون أَن يقدر أَحد على منعه، ومن هؤلاءِ: عمر بن الخطاب، والزبير بن العوام، ومصعب بن عمير العبدري، وعثمان بن عفان، وغيرهم.
[التطورات الخطيرة]
لقد ظلت قريش تقاوم دعوة محمد - صلى الله عليه وسلم - بمختلف الوسائل ثلاث عشرة سنة، فجربت كل أَساليب الإِرهاب والتهديد والمضايقة، وشنت على النبي وعلى دعوته حربًا دعائية واسعة منظمة، واتبعت ضده ومن ناصره سياسة التجويع والمقاطعة، وعذبت وحبست المستضعفين من أَتباعه وشنت عليهم حربًا نفسية مضنية، فقد كانت (بحق) مقاومة عنيفة مرهقة.
غير أَن هذه المقاومة بالرغم من عنفها وضراوتها لم تصل إلى إِعلان الحرب وإشهار السلاح.