للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال عتبة: قد فعلت أَنت على - أَى ضامن على - بذلك، إنما هو حليفي فعلي عَقْلُه (أي ديته) وما أُصيب من ماله، وطلب عتبة من حكيم أَن يقنع أَبا جهل الذي فرص نفسه على الجيش قائدًا، لأَنه يخشي عناده ومكابرته قائلا: فأْت ابن الحنظلية - يعني أَبا جهل -: فإِني لا أَخشي أَن يشجر أَمر الناس غيره.

[عتبة يخطب في جيش مكة]

ثم وقف عتبة بن ربيعة خطيبًا في الجيش قائلا، وداعيًا إلى انسحاب دونما ققال:

يا معشر قريش .. إنكم والله ما تصنعون بأَن تلقوا محمدًا وأَصحابه شيئًا. والله لكن أَصبتموه، لا يزال الرجل ينظر في وجه رجل يكره النظر إليه، لأَنه قتل ابن عمه أَو ابن خاله أَو رجلا من عشيرته، فارجعوا وخلوا بين محمد وسائر العرب، فإن أصابوه، فذاك الذي أَردتم، ولن كان غير ذلك أَلفاكم سالمتموه.

[ركب الجمل الأحمر]

وقد جاءَت محاولة عتبة السلمية هذه مصداقًا لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي قال عند ما رأَي جيش مكة ... إن يكن في أَحد من القوم خير في راكب الجمل الأَحمر. إن يطيعوه يرشدوا، وكان راكب الجمل الأَحمر هذا عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف، صاحب هذه المحاولة السليمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>