وبعد أن ضمن سهيل بن عمرو لنعيم بن مسعود ما تعهد أبو سفيان بدفعه من الإبل له، سافر إلى المدينة وأخذ يرجف بين المسلمين بكثرة جموع أبي سفيان، وصار يطوف بذلك بين المسلمين في المدينة حتى أثر إرجافه تأثيرًا كبيرًا على المسلمين ساعده في ذلك اليهود والمنافقون.
[تأثر المسلمين بالإرجاف]
ولقد قذفت إشاعة نعيم بن مسعود الرعب في نفوس المسلمين حتى لم يبق لهم نية في الخروج (١) وشاع ذلك في المدينة فسر اليهود والمنافقون سرورًا عظيمًا، وقالوا .. محمد لا يفلت من هذا الجمع.
وغاظ أبا بكر وعمر ما سمعا من إرجاف وتثبيط بين المسلمين فجاءا مشجعين إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يحضانه على الخروج إلى بدر لئلا يطمع المشركون فيهم، فقالا له:
يا رسول الله .. إن الله مظهر نبيه ومعز دينه، وقد وعدنا القوم موعدًا لا نحب أن نتخلف عنه، فيرون أن هذا جبن، فسر لموعدهم، فو الله إن في ذلك لخيرة، فسر النبي - صلى الله عليه وسلم - بذلك وأعلن أنه خارج إلى بدر قائلًا .. والذي نفسي بيده لأخرجن وإن لم يخرج معى أحد، ثم أعلن التعبئة، فأذهب الله عن المسلمين ما كان قد أصابهم من الخوف نتيجة إرجاف نعيم بن مسعود، وتسابق المسلمون إلى حمل السلاح فاجتمع منهم حوالي ألف