(زوجة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والموجودة عنده في الشعب) فمنعه من ذلك وحاول مصادرة القمح.
[دوام الحصار ثلاث سنوات]
وقد دامت المقاطعة التي فرضتها قريش علي بني هاشم وبني المطلب ثلاث سنوات كاملة، عانى المحصورون فيها الحرمان ألوانًا، وبلغ بهم الضيق غايته، فلم يكن يتاح لهم الاتصال بالناس أو الاختلاط بهم، فتضرروا لذلك كثيرًا.
وقد كانت قريش تهدف من وراء سياسة التجويع والمقاطعة هذه إجبار قوم محمد (من بني هاشم وبني المطلب) على اعتزاله ليعود وحيدًا فلا يبقي له ولا لدعوته من خطر.
ولكن هذه السياسة الغاشمة لم تحقق لقريش شيئًا مما كانت تهدف إليه، فلم يردد محمد - صلى الله عليه وسلم - إلا اعتصامًا بحبل الله وثباتًا على عقيدته، ولم يزدد الذين آمنوا به إلا تكتلًا والتفافًا حوله، وظل الذين لم يتابعوه على دينه من أهله بجانبه يحرسونه ويذودون عنه، ولم تؤثر على موقفهم سياسة التجويع والمقاطعة بأي حال من الأحوال.
أما بالنسبة لانتشار الإسلام، فإن تنفيذ مخطط الحصار الاقتصادى
= على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل النبوة - له صلى الله عليه وسلم ذكرين هما القاسم (وكان يكفي به) وعبد الله (وهو الطاهر والطيب)، كما ولدت له أربع إناث وهن: زينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة رضي الله عنها، ولما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت أول إنسان آمنت به، كانت (رضي الله عنها) أعلى مثل للزوجة الصالحة الطيبة الحنون، فقد كانت رضي الله عنها (بمعاملتها الحسنة وقلبها الطيب المشرق الكبير من أكبر مصادر تخفيف الآلام عن النبي صلى الله عليه وسلم أيام اشتداد المحنة عليه في مكة قبل الهجرة، توفيت بمكة سنة ثلاث قبل الهجرة عن عمر دام ٦٤ سنة.