وهنا غضب هذا السيد الكناني لقول قريش هذا غضبًا شديدًا، ثم هددها بإلغاء الحلف الذي بينه وبينها والانحياز إلى جانب المسلمين إذا لم تقلع عن غيِّها، فتفسح الطريق للنبي وأَصحابه ليطوفوا بالبيت كسائر العرب، فقال:(يا معشر قريش، والله ما على هذا حالفناكم والذي نفس الحليس بيده لتخلّن بين محمد وبين ما جاءَ له، أَو لأَنفرن بالأَحابيش نفرة رجل واحد (١).
وكان هذا الإِنذار من سيد الأَحابيش الذي أَملته عليه الرجولة، كافيًا لأَن يحداث الذعر والفزاع بين صفوف المشركين في مكة ويجعلهم يفكِّرون مليًّا في إعادة النظر في موقفهم المتعنِّت المتصلف الذي وقفوه من المسلمين.
فقد كان تهديد سيد الأَحابيش بنسف التحالف الذي بينه وبين قريش إِذا لم يخلوا بين النبي وأَصحابه ليطوفوا بالبيت، يعني أن أَخطر انشقاق بل أَخطر تمرّد سيحدث في معسكر الشرك في مكة التي كانت في حالة تأَهب واستنفار للحرب.
لأَن الأَحابيش الذين هم تحت قيادة الحليس بن زبّان الكناني يمثَّلون عدة قبائل قوية غير قرشية صارت قرشية بالحلف تسالم من سالم قريشًا وتحارب من حاربها.
وهذه القبائل هي بنو الهون بني خزيمة، وبنو الحرث بن عبد مناف بن كنانة .. وبنو المصطلق بن خزيمة.