القانون الذي أعطى الإسلام بموجبه الرقيق مطلق الحرية في أن يطلب التحرر من ملك سيده عن طريق المكاتبة وتسديد أقساط هذه المكاتبة من عمل يده ومن وزارة المالية، إذا ثبت عجزه عن التسديد بالكسب من العمل. أو عن طريق باب التطوع العريض الواسع الذي فتحه الإسلام لتحرير الرقيق.
أما فسح الطريق أمام الرقيق للتحرر عن طريق القانون المدعم بالسلطة التنفيذية ومساندة الدولة المالية، فقد أوضحناه في تعليقنا على قانون مكاتبة الرقيق في الإسلام.
[محاربة الإسلام للرق]
أما التطوع في تحرير الرقيق فقد دعا الإسلام المسلمين إليه وحضهم على الدخول فيه من أوسع أبوابه، حيث دعا بحرارة وإلحاح إلى عتق العبيد تطوعًا، وجعل الجنة جزاء الذين يتطوعون بتحرير الرقيق، مما يمكن اعتباره من الإسلام محاربة للرق، لا تشجيعًا عليه.
فإذا رجعنا إلى جميع نصوص الكتاب والسنة فلن نجد نصًّا واحدًا يأمر بالاسترقاق أو يحض عليه، بل لوجدنا كل النصوص المتعلقة بالرقيق والتي تبلغ المئات، كلها (تقريبًا) تتحدث عن فضيلة العتق وتدعو إليه وتحضُّ على تحرير العبيد وتخليصهم من قيد الرق.
فالقرآن الكريم طالما تحدث عن فضيلة عتق الأرقاء، واعتبر الإقدام عليها منجاة من النار: {فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (١١) وَمَا أَدْرَاكَ مَا