هذا السؤال. بل -ليسمع الإجابة القاطعة على هذا السؤال الخطير- دعا جميع أمراء الجيش وقادة الكتائب ورؤساء القبائل إلى اجتماع عاجل لبحث هذا التطور الخطير الذي لم يكن منتظرا.
[المجلس العسكري في معان]
وفي هذا المجلس العسكري الذي حضره كل قادة الجيش عرض القائد العام كامل التفاصيل التي نقلها إليه جهاز اختباراته العسكرية عن مدى قوة العدو ومكان تجمعه. وطلب منهم في هذا المجلس أن يتخذوا قرارا حاسما لمواجهة الموقف الخطير. فالرومان ومن تابعهم من المرتزقة قد احتشدوا في جيش لجب جرار قوامه مائتا ألف مقاتل، بينما جيش الإسلام لا يزيد على ثلاثة آلاف مقاتل.
[اختلاف قادة الجيش في معان]
وأثناء اجتماع قادة الجيش الإسلامي لبحث الموقف انقسم القادة إلى قسمين.
قسم يرى التريث وعدم مصادمة الرومان حتى يشعروا النبي - صلى الله عليه وسلم - بحقيقة الوضع الحرج الذي يواجهونه ويطلبوا منه المدد. ويستأذنوه في مصادمة هذه الجيوش الهائلة. لأن هذا الفريق يرى أن اشتباك ثلاثة آلاف في معركة حاسمة مع مائتى ألف مقاتل يمثل أخطر مغامرة في تاريخ الحروب. ولهذا رأى التأنى والتريث حتى يأتي القول الفصل من النبي والقائد الأعلى للجيش في المدينة.
أما الفريق الثاني. فقد كان يرى المضى والإسراع بمصادمة العدو (أيًا كانت النتائج) أليس كلا الأمرين (النصر أو الشهادة) فوز للمسلم المجاهد في سبيل الله؟ . فلتكن المصادمة إذًا. فالفوز مضمون حسب مقاييس مفهوم الجهاد عند المسلمين.
وكان النائب الثاني للقائد العام (عبد الله بن رواحة الأنصاري) على