للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غزوت مع أبي بكر إذ بعثه النبي - صلى الله عليه وسلم - علينا فسبى ناسًا من المشركين. فقاتلناهم. وكان شعارنا (أمت أمت) فقتلت بيدى سبعة أهل أبيات من المشركين.

وعنه قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر إلى فزارة. وخرجت معه حتى إذا ما دنوا من الماء عرس (١) أبو بكر حتى إذا ما صلّينا الصبح أمرنا فشننا الغارة فوردنا الماء فقتل أبو بكر من قتل ونحن معه. قال سلمة فرأيت عنقًا من الناس فيهم الذرارى فخشيت أن يسبقونى إلى الجبل فأدركتهم. فرميت بسهم بينهم وبين الجبل، فلما رأوا السهم قاموا فإذا امرأة من فزارة فيهم عليها قشع من أدم، معها ابنتها من أحسن العرب. فجئت أسوقهم إلى أبي بكر فنفلنى أبو بكر ابنتها. فلم أكشف لها ثوبًا. حتى قدمت المدينة، ثم باتت عندي فلم أكشف لها ثوبًا، حتى إذا كان من الغد لقينى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في السوق. فقال: يا سلمة هب لي المرأة. فقلت: يا نبي الله. والله لقد أعجبتنى وما كشفت لها ثوبًا. فسكت حتى إذا كان من الغد لقينى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في السوق. ولم أكشف لها ثوبًا فقال: يا سلمة هب لي المرأة لله أبوك قال: فقلت: هي لك يا رسول الله.

قال: فبعث بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أهل مكة ففدى بها أسرى من المسلمين كانوا في أيدى المشركين.

-٤ -

سرية غالب الليثي إلى الميفعة (٢) بنجد .. رمضان سنة سبع للهجرة

وهي حملة عسكرية كبيرة شنها المسلمون على قبائل بني عوال وبنى ثعلبة من النجديين الذين تقع منازلهم شرقي المدينة. وتبعد عن المدينة حوالي تسعين ميلا.


(١) عرس (بتشديد الراء) نزل للنوم آخر الليل.
(٢) الميفعة (بفتح الميم) هنا منطقة بنجد شرقي المدينة. والميفعة أيضًا منطقة باليمن بينها وبين الساحل يومان.

<<  <  ج: ص:  >  >>