المجازفة في مقاتلة المسلمين، فمن الجدير بالذكر أنه (بعد عودة عيينة بن حصن والحارث بن عوف المرى من معسكر المسلمين وسماعهم الذي سمعوا من سعد بن معاذ) لم يكن لغطفان أي دور حربى ضد المسلمين، حيث ظلت قوات هذه القبائل مرابطة في معسكراتها حتى أذن القائد العام أبو سفيان بالرحيل وفكت الأحزاب الحصار عن المدنية.
[توتر الحالة ومضاعفة التيقظ]
ومما لا جدال فيه أن التوتر بعد نقض قريظة العهد ورفض الأنصار فكرة عقد الصلح المنفرد مع غطفان -كما اقترح النبي - صلى الله عليه وسلم - قد بلغ الذروة.
وحسبانا للطوارئ التي ينتظر المسلمون حدوثها نتيجة هذه التطورات الخطيرة، ضاعف المسلمون من يقظتهم واستعدادهم وصاروا يرهقون أنفسهم بالعمل المتواصل للدفاع عن كيانهم.
فقد وضعت قيادة المدينة المواقع الضيقة من الخندق، المحتمل اقتحامها من جهة خيل الأحزاب- تحت المراقبة الشديدة المتواصلة، خوفًا من أن تدفع نشوة الفرح بانضمام اليهود إلى جانب الأحزاب، بعض شجعانهم إلى اقتحام الخندق بالخيل.
حتى إن الرسول القائد - صلى الله عليه وسلم - قد رابط بنفسه حول أخطر نقطة يتوقع المسلمون اقتحامها من قبل خيل الأحزاب. كما ضاعفت القيادة النبوية من نشاط دوريات الحراسة المتجولة على طول الخندق. كما كلفوا قوة أخرى من احتياطيهم بالمرابطة خلف خطوطهم الخلفية لمراقبة اليهود والصمود في وجههم إذا ما حاولوا الهجوم.