دخل المسجد فهو آمن. قال أبو سفيان: وما يسع المسجد؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: ومن أغلق عليه بابه فهو آمن. فقال أبو سفيان: هذه واسعة (١). وبعد إبرام هذه الاتفاقية شرع الفريقان في تنفيذها.
[الرسول يصدر أمره إلى الجيش بعدم استخدام السلاح في مكة إلا حالة الدفاع عن النفس]
فمن جانب الرسول الأعظم - صلى الله عليه وسلم - فقد أصدر أوامره المشددة إلى عامة جيشه بأن لا يستخدموا السلاح عندما يدخلون مكة ضد أي إنسان، إلا من اعترضهم وقاومهم. كما أمر بأن لا يمس أفراد جيشه ممتلكات أو أموال أي إنسان من أهل مكة. وقد نفَّذ الجيش النبوي تعليمات قائده الأعلى تنفيذًا كاملًا. فلم يحدث من الجيش ما يعكر على أهل مكة صفو أمنهم. اللهم إلا الذين شهروا السلاح في وجه هذا الجيش. ضُربوا وسحقت مقاومتهم بعد أن فقدوا اثنين وعشرين قتيلًا كما سيأتي تفصيله إن شاء الله.
أما سيد قريش وزعيمها فقد قرر أن يذهب إلى مكة ويبلغ ساداتهما مضمون اتفاقية التسليم هذه ويطلب من الجماهير القرشية أن تتقيد بها وتنفذها لئلا تكون عرضة لسيوف الجيش النبوي الذي لن يتردد في قتل من يُخل بهذه الاتفاقية ولا يعمل بمضمونها.
[مكة مدينة مفتوحة]
وهكذا، وبعد هذه الاتفاقية أصبحت العاصمة المقدسة مكة مدينة مفتوحة ممنوعٌ على الجيش الإِسلامي استخدام السلاح فيها إلا في حالة الدفاع عن النفس، كما يحرم على أهل مكة حمل السلاح وإبداء أية مقاومة مسلحة في وجه الجيش النبوي.