بل رضي (عن طيب خاطر) أن يبقى هؤلاء اليهود في المدينة، (مواطنين) أحرارًا لهم دينهم وللمسلمين دينهم ولم يحدث أن أجبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - أحدًا من هؤلاء اليهود على الدخول في الإسلام.
[المعاهدة بين الرسول واليهود]
بل لقد ذهب - صلى الله عليه وسلم - إلى أبعد من هذا، حيث عقد مع هؤلاء اليهود (رغبة منه في شيوع السلام في المنطقة) معاهدة تضمنت عدم الاعتداء والدفاع المشترك عن منطقة يثرب.
[ومن أهم بنود هذه المعاهدة]
أ - الدفاع المشترك.
فقد جاء (في المعاهدة) بهذا الخصوص.
"وأن الله على أتقى ما في هذه الصحيفة وأَبرّه، وأَنه لا تجارُ قريش ولا من نصرها، وأن بينهم (أي المسلمون واليهود) النصر على من دهم يثرب.
وإذا دعوا إلى مصلح يصالحونه ويلبسونه، فإنهم يصالحونه ويلبسونه.
وأَن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين، وأَن بينهم النصر على من حارب أَهل هذه الصحيفة (أي صحيفة المعاهدة) وأَن بينهم النصح والنصيحة، والبرّ دون الإثم، وأن على اليهود نفقتهم وعلى المسلمين نفقتهم".