غير أن قادة قريش كانوا (في قرارة أنفسهم) موقنين بأن نصرهم في أُحد لم يكن نصرًا حقيقيًّا، لأنه لم يخضد شوكة المسلمين ولم يهدم سلطانهم، كما كانت تهدف قريش من حملتها التي قامت بها إلى أُحد.
ولذلك فقد أخذ القرشيون (منذ رجوعهم من أُحد) يعدون العدة لضربة أوسع وأعمق يوجهونها إلى المسلمين للقضاء عليهم (داخل المدينة نفسها).
وقد بذل قادة قريش جهودًا جبارة لإنشاء اتحاد عسكري بينهم وبين أقوي القبائل في الجزيرة العربية لغزو المدينة والإطاحة بالمسلمين نهائيًا، وقد نجح زعماء قريش في مساعيهم فتم إنشاء هذا الاتحاد العسكري بين قريش وبين أقوى القبائل العربية (وخاصة قبائل نجد).
وفي ظل هذا الاتحاد العسكري الخطير زحفت (بقيادة أبي سفيان بن حرب) بعشرة آلاف مقاتل صوب المدينة لسحق المسلمين فيها، وذلك في الغزوة المعروفة (بغزوة الخندق أو غزوة الأحزاب) ..
[كيف جابه الرسول الموقف؟]
وهكذا وجد المسلمون أنفسهم (بعد نكبتهم في أُحد) وسط سلسلة من المشاكل الداخلية والخارجية.
فقد جعل المسلمون (منذ هجرة الرسول) من المدينة قاعدة أمينة قوية لنظام حكمهم الجديد ومنطلقًا لدعوتهم الفتية، ولكن انتكاستهم في أُحد (عسكريًا) جعلت هذه القاعدة تحاط بالأخطار من كل جانب في الداخل والخارج.