للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"كأبيه" في مصاف القياصرة والأكاسرة.

[الملكة الزباء تحتل مصر وتعبر البوسفور]

لم يقف الطموح بالملكة الزباء "الأسطورة" عند حدود الاحتفاظ بحدود المملكة الواسعة المترامية الأطراف التي أسسها زوجها "أذينة بن أذينة" بل دفعت بها همتها العالية وشجاعتها النادرة إلى أن تقود الجيوش بنفسها، فتسجل من الانتصارات العظيمة ما جعلها تضيف أقاليم جديدة واسعة شاسعة إلى رقعة الملك الذي أسسه زوجها. الأمر الذي جعل المؤرخين "اليونان والرومان" يطلقون على مملكة "تدمر" في عهد الملكة "الزباء" اسم "إمبراطورية" ويسمون الملكة الزباء "زينوبيا" باسم "الإمبراطورة" ويلقبونها بسيدة المشرق.

ففي عهد الملكة الزباء أزيل "نهائيًا" الوجود الروماني السياسي والعسكري من المشرق.

فقد أنشأت أسطولًا بحريًا عظيمًا حمل من شواطئ الشام سبعين ألف مقاتل لاحتلال مصر وذلك بقيادة ساعد زوجها الأيمن والوفى لآل أذينة القائد الشهير "زَبْدا" الذي ضرب الحصار على الإِسكندرية ثمَّ فتحها وسيطرت قواته على مصر كلها، وبذلك أصبحت مصر إقليمًا تابعًا لسلطات الإِمبراطورة "الزباء" وذلك حوالي عام ٢٦٨ ب. م.

كما احتلت جيوش الإِمبراطورة الزباء العراق أيضًا وجعلته إقليمًا تابعًا لتدمر. . كذلك سيطرت جيوشها على الجزء الشمالي الغربي من جزيرة العرب حيث وصلت قواتها إلى تبوك ودومة الجندل (١).

[آسيا الصغرى تسقط في يد الملكة الزباء]

ولم تكتف الإِمبراطورة العربية العجيبة بإضافة هذه الأقاليم الشاسعة في الشرق والغرب والجنوب إلى رقعة إمبراطوريتها، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك حيث زحفت بجيوشها واحتلت كل آسيا الصغرى "تركيا اليوم الآسيوية".


(١) مروج الذهب للمسعودى ج ٢ ص ٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>