للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالتأهب للتوجه إلى مكة المكرمة للعمرة. وخاصة المهاجرين الذين كانوا (أكثر من غيرهم) تهفو قلوبهم إلى مكة. موطنهم الأول. ومسقط رأسهم.

فلا ينكر أحد ما للوطن (وخاصة مثل مكة) من ذكريات حلوة يختزنها القلب وتحتل مكانها العالى في النفس.

[أمير على المدينة بالنيابة]

وبعد أن أكمل الأصحاب تجهيزاتهم للرحلة الطويلة إلى مكة وقرر النبي - صلى الله عليه وسلم - مغادرة المدينة في اليوم الذي حدده. أصدر (كما هي عادته في مثل هذه الأحوال) .. مرسومًا نبويًّا عيَّن بموجبه أبا رُهم الغفاري (١) أميرًا على المدينة يدير شئونها نيابة عن الرسول الأعظم - صلى الله عليه وسلم - حتى عودته من مكة الكرمة.

[كمية الهدى في هذه العمرة]

وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أعد ستين بدنة ليسوقها معه هديًا إلى الحرم. وهو العدد الذي ساقه معه عام الحديبية واضطر إلى أن ينحره خارج حدود الحرم في الحديبية نفسها بسبب إصرار المشركين على صده عن البيت ذلك العام كما هو مفصل أوسع تفصيل في كتابنا الخامس من هذه السلسلة (صلح الحديبية).

وقد جعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على هديه هذا ناجية بن جندب الأسلمي (٢) وهو نفسه الذي جعله النبي - صلى الله عليه وسلم - على الهدى الذي ساقه عام الحديبية. وفي هذه المرة أضاف النبي - صلى الله عليه وسلم - أربعة فتيان من أسلم قوم (ناجية بن جندب) ليكونوا له عونًا في العناية بالهدى (٣).


(١) أبو رهم (بضم أوله وسكون ثانيه). قال في الإصابة: اسمه كلثوم بن حصين بن خالد بن العسعس بن أحمس بن غفار. مشهور باسمه وكنيته. كان ممن بايع تحت الشجرة وكان من البدريين (انظر اسمه بين البدريين في كتابنا غزوة بدر الكبرى). وذكر ابن سعد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعثه يستنفر قومه (غفار) في غزوة تبوك.
(٢) انظر ترجمة ناجية بن جندب في كتابنا "صلح الحديبية".
(٣) مغازى الواقدي ج ٢ ص ٧٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>