للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرعب، فقذف الله الإِسلام في قلوبنا (١).

[مقتلة ثقيف وقتل قائدها]

تعد ثقيف بطن من بطون هوازن، وقد حضرت ثقيف يوم حنين ورايتها مع قارب بن الأسود، واستحرّ القتل في هوازن وصبرت بنو مالك من ثقيف، وصاحب رايتهم قارب بن الأسود بن مسعود، فإنه (كما قال الواقدي): لما انهزم الناس أسند رايته إلى شجرة وهرب هو وبنو عمه من الأحلاف، فلم يقتل منهم إلا رجلان، من بني غيرة (وهب، واللجلاج)، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - حين بلغه قتل اللجلاج: قتل اليوم سيد شبان ثقيف، إلا ما كان من ابن هنيدة، قالوا: وكانت راية بني مالك مع ذي الخمار، فلما انهزمت هوازن تبعهم المسلمون، وأحصى القتلى من ثقيف فوجد أنه قتل من بني مالك وحدهم قريب من مائة رجل تحت راياتهم، بينهم عثمان بن عبد الله، فقاتل بها مليًا، وجعل يحث ثقيفا وهوازن على القتال حتى قتل، وكان اللجلاج رجلًا من بني كنُة، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأخى بني كنة: هذا سيد شبان كنة، فلما قتل عثمان بن عبد الله، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما بلغه مقتله- أبعده الله فإنه كان يبغض قريشًا. وكانت راية ثقيف ساعتئذ بيع ذي الخمار واسمه (عوف بن الربيع) فلما قتل أخذها عثمان بن عبد الله فقاتل حتى قتل.

قالوا: وكنّة التي نها اللجلاج القتيل والذي قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - إنه سيد شباب كنة .. كنة هذه امرأة من غامد يمانية، قد ولدت في قبائل العرب، وكانت أمة فأعتق الحارث كل مملوك من بني كنة، فقال له عمر بن الخطاب في خلافته: أيسرّك أن أهل بيت عامر بن الطفيل وعلقمة بن علاثة مكان كنة؟ فقال: يا أمير المؤمنين، لوددت أن ذلك كذلك، فقال عمر: ليت أمى كنّة وأن الله رزقنى من برّها ما رزقك، وكان أبر الناس بأمه، ما كانت تأكل طعامًا إلا من يده، ولا يغسل رأسها إلا هو، ولا يسرّح رأسها إلا هو (٢).


(١) مغازي الواقدي ج ٣ ص ٩٠٦ و ٩٠٧.
(٢) سيرة ابن هشام ج ٤ ص ٩٢ وتاريخ الطبري ج ٣ ص ٧٧ ومغازي الواقدي ج ٣ ص ٩٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>