الرغبة في السلب والنهب والسبى فحسب ثم العودة إلى ديارهم، كما هي العادة المتبعة لديهم في حووبهم منذ عشرات القرون.
فلم يكن هدفهم من الإغارة على المدينة احتلالها والتخلص من المسلمين نهائيًا كما هو الحال عند اليهود ومشركى مكة الذين كانوا يحاربون المسلمين (وفق مخططات عقائدية وسياسية)، كما حدث في غزوة الأحزاب التي خطط لها اليهود وحملوا بعض اعراب نجد على الاشتراك فيها عن طريق إغرائهم بالمال.
ولهذا فقد تمكن المسلمون (قبل معركة الأحزاب) من ضرب هذه القبائل وتشتيتها في مكان تجمعها، كل قبيلة على انفراد في ست حملات عسكرية قام بها الجيش الإسلامى وهي:
١ - تأديب بني أسد (ذو الحجة سنة ثلاث للهجرة)
وأول حملة عسكرية تأديبية قام بها جيش المدينة ضد الأعراب هي دورية القتال التي بعث بها الرسول - صلى الله عليه وسلم - لضرب قبيلة بنى أسد في منطقة نجد.
فقد تلقت القيادة في المدينة من استخباراتها العسكرية أن قبيلة بني أسد هذه قد أخذت في التحشد بقيادة المحارب الشهير (طليحة بن خويلد (١) وأخيه سلمة).
(١) قال في الأعلام .. هو طليحة بن خويلد الأسدي، من أسد بن خزيمة متنبيء، شجاع، من الفصحاء، يقال له طليحة الكذاب (لأنه أدعى النبوة)، كان من أشجع العرب، يعد بألف فارس -كما يقول النووي- قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد بنى أسد، سنة تسعة من الهجرة وأسلموا، ولما رجعوا ارتد طليحة، وادعى النبوة في حياة رسول الله =