للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لينظر في الأَمر فيا بعد، ثم لم يمض وقت طويل حتى نزل حل مشكلة الغنائم من السماء، فقسمها الرسول - صلى الله عليه وسلم - بين المحاربين على السواء، وذلك بعد أَن أنزل الله عليه سورة الأنفال التي افتتحت بقوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَينِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} وقد تم تقسيم الغنائم في أثناء الطريق بمكان قريب من مضيق وادي الصفراء، بين المضيق وبين النازية (١) والنبي عائد من بدر إلى المدينة.

[عودة الجيش إلى المدينة]

وبعد أَن أقام ببدر ثلاثة أَيام أَصدر - صلى الله عليه وسلم - أَوامره إلى جيشه الظافر بالتحرك نحو المدينة (٢)، ومن مكان المعركة بعث برسولين ليسبقاه إلى المدينة ليبشرا أهلها بالنصر، أحدهما من المهاجرين وهو زيد بن حارثة، والآخر من الأَنصار وهو عبد الله بن رواحة.

[قتل عقبة بن أبي معيط]

وعندما وصل الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى الصفراء أَمر بقتل النضر بن الحارث بن كلدة، وهو حامل لواء المشركين يوم بدر ومن أَكبر مجرمي تلك الحرب ومن أشد الناس كيدًا للإسلام قتله علي بن أَبي طالب رضي الله عنه


(١) كان رجوع النبي بجيشه من بدر يوم الأربعاء في الثالث والعشرين من رمضان.
(٢) سمط النجوم العوالي ج ٢ ص ٣٨: والصفراء - بالتأنيث - وادي الصفراء بينه وبين بدر - من ناحية المدينة - مرحلة واحدة. والنازية - بالزال وتخفيف الياء - عين بالقرب من الصفراء.

<<  <  ج: ص:  >  >>