وكان بنو قريظة المحتجزون في السجن مع سيدهم كعب بن أسد، كلما استدعى الحرس جماعة منهم لإعدامهم، لاذوا بسيدهم كعب، يسألونه في جزع وارتباك .. ما تراه يصنع بنا؟ . فيجيبهم في ثبات ورباطة جأش .. أفي كل موطن لا تعقلون؟ .. هو والله القتل.
فلم يزل الأمر كذلك (يذهب بهم الحرس إلى ساحة الإعدام جماعة بعد جماعة) حتى فرغ منهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وهكذا لم تُخْطِيء فراسة سيد بني قريظة كعب بن أسد، عندما قال لشيطان بني النضير حُيَى بن أخطب (إذ طلب منه الغدر بالمسلمين) .. ويحك يا حيى إنك امرؤ مشؤوم.
فقد توالت الأحداث، وأثبتت الأيام صدق تقدير وفراسة كعب بن أَسد، بأن حُيَي بن أَخطب كان أشأم إنسان على بني قريظة، حيث وصل بهم في النهاية إلى الإبادة الكاملة.
[المرأة الوحيدة التي أعدمت]
هكذا تم إعدام جميع رجال بني قريظة جزاء غدرهم وخيانتهم ونَكْثهم العهد، أمَّا النساءُ من بني قريظة فلم يقتل المسلمون منهن أَحدًا لأَن آداب الحرب في الإسلام تحرّم تحريمًا قاطعًا قتل نساء العدو إلَّا حَدًّا أَو قصاصًا، أَو في الميدان إذا كانت المرأَة تقاتل.
ولهذا فإنه لم يقتل من نساء بني قريظة إلا امرأة واحدة، أمر