للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أبو سفيان يشير على الرسول أن يؤجل احتلال مكة ويتحول لمحاربة هوازن]

ويذكر المؤرخون أن أبا سفيان عقب نطقه بالشهادتين أشار على الرسول - صلى الله عليه وسلم - بأن يؤجل احتلال مكة ويغيّر وجهة زحف جيشه نحو قبائل هوازن لضربها، باعتبارهم أبعد قرابة من قريش. ولكن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يعمل بمشورة أبي سفيان. بل أخبره بأنه يأمل في أن يجمع الله له فتح مكة والتغلب على هوازن.

فقد ذكر المؤرخون، أن أبا سفيان بن حرب وحكيم بن حزام "أسلم يوم أسلم أبو سفيان. قالا: يا رسول الله: لو كنت جعلت حدقك ومكيدتك بهوازن، فهم أبعد رحمًا وأشد لك عداوة.

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إني لأرجو من ربى أن يجمع لي ذلك كله بفتح مكة، وإعزاز الإِسلام بها، وهزيمة هوازن وأن يغنّمنى الله أموالهم وذراريهم، فإني راغب إلى الله تعالى في ذلك (١).

[الرسول يزجر أبا سفيان لمقالة قالها في أصحابه]

ولما كان أبو سفيان حديث العهد بالإِسلام. فقد دفعته رواسب الجاهلية المتبقية في نفسه إلى أن يقول كلامًا يتنقص به أصحاب الرسول - صلى الله عليه وسلم -، الأمر الذي غضب له الرسول - صلى الله عليه وسلم - وزجر له أبا سفيان.

فقد قال أبو سفيان - وهو لمّا يزل في العسكر النبوي -: يا محمد جئت بأوباش الناس، من يُعرف ومن لا يُعرف، إلى عشيرتك وأصلك. إني أرى وجوها كثيرة لا أعرفها لقد كثرت هذه الوجوه عليَّ.

فقال له الرسول - صلى الله عليه وسلم -: أنت أظلم وأفجر، غدرتم بعهد الحديبية وظاهرتم علي بني كعب (يعني خزاعة) بالإِثم والعدوان في حرم الله وأمنه (٢).

ثم قال - صلى الله عليه وسلم - لأبي سفيان - ردًّا على قوله - إني لأرى وجوهًا كثيرة


(١) مغازي الواقدي ج ٢ ص ٨١٦.
(٢) مغازي الواقدي ج ٢ ص ٨١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>