أفكاره ويستمد شجاعته من كحول الوسكي والشمبانيا، يمكن أن تتحرر على يديه أمة أو تنتصر به عقيدة، أو تستقر في ظل سلطانه أمة؟ ؟ ).
نعم لو كان الشاب المؤمن حنظلة من طراز هذا الشباب الضائع المائع المغرور (شباب الملذات) لاستطاع أن يجعل من يوم عرسه أجازة قصيرة يعفي نفسه فيها من القتال لينعم بعروسه، لا سيما أنها أول ليالي عرسه.
ولكنه الإيمان الصادق بالعقيدة الصادقة (لا الجعجعة الفارغة بالوسوسة المبهمة المسماة بالعقيدة المتحررة) .. الإيمان الصادق (الذي لا تستطيع الوقوف في وجهه أية عاطفة مهما كانت لتثني صاحبه عن عزمه) هو الذي جعل حنظلة الشباب المؤمن الباسل يمضي لسبيله ويقضي نحبه شهيدًا بطلًا صادقًا، موفيًا لله بما عاهده عليه، فيظفر بأجازة أبدية يقضيها في سماء الخلود مع الصديقين والشهداء {رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (٢٣)} (١).
فرحم الله غسيل الملائكة حنظلة الشهيد البطل، ورزق الله أمتنا الإسلامية شبابًا من أمثاله وعلى مستوى يقينه ورجولته.
[الأب يركل جثة ابنه]
ومن عجائب الأمور أنا أبا عامر الراهب مر بابنه الشهيد حنظلة وهو مجندل بين الشهداء فركله برجله في تشف وقسوة، وكأنه ليس ابنه.