يتفوق بها جيش العدو، لا بد من أن يحسب حسابها بتعقل لأن الكثرة في أغلب الأحيان تغلب الشجاعة (كما يقولون).
[صاحب فكرة الخندق]
ولهذا كان المسلمون (وهم يبحثون خطة الدفاع عن المدينة) يفكرون في إيجاد وسيلة فعالة يتحاشون بها الالتحام الشامل المباشر مع جيوش الأحزاب الجرارة المتفوقة (عددًا وعدة) في معركة فاصلة ليتسنى لهم تجميدها وتعطيلها عن الحركة على النحو الواسع الذي تريد وترغب.
ولدي بحث هذا الموضوع، كان سلمان الفارسى موجودًا ضمن هيئة أركان حرب الجيش الإسلامى للتشاور، فتقدم إلى القائد الأعلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بمشروع مهم عظيم، وافق عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - واغتبط به القادة من أصحابه الكرام. ولقد كان لتنفيذ هذا المشروع الدفاعى أكبر الأثر في تجميد نشاط جيوش الأحزاب وشل حركتها ثم فشل الغزو في النهاية.
[الخندق أعظم خط للدفاع عن المدينة]
فقد اقترح سلمان الفارسى أن يسارع المسلمون إلى حفر خندق عميق يشمل كل المنطقة التي يتوقع أن ترتادها جيوش الأحزاب لاقتحام المدينة منها، على أن يتم حفر هذا الخندق قبل وصول جيوش الأحزاب إلي المكان الذي تبلغت القيادة في المدينة أنها قررت الوصول إليه، وهو السهل الواقع شمال غرب المدينة.